رسـالـة لـمـن يـريـد الـتـوقّـف عـن سـمـاع الأغـانـي ... بـقـلـمـي

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على رسول الله محمد.. و على اله و صحبه أجمعين



و كالعادة.. و بدون مقدّمات.. ندخل في الموضوع مباشرة



حيث للأسف.. كثير من أفراد هذه الأمّة يستمعون الى ما حرّم الله تعالى.. ومنها الأغاني و ما يصحبها من المعازف المحرّمة



و سيتمّ تقسيم الموضوع لـنـقاط.. نبدأ بها سريعا



النقطة الأولى : ألا يعلم هؤلاء الذين يستمعون الى الأغاني.. أنّهم في نهاية المطاف يستمعون لأشخاص كاذبين و منافقين و فاسقين

و غيرها من صفاتهم الكريهة.. فـهؤلاء المغنيّن يحملون شعارات و رسائل الحبّ و الأخلاص و الوفاء.. لكن أكثرهم غير متزوجّون !!.. و اذا تزوّجوا.. سرعان ما يطلّقوا !

و يببعون أجسادهم بـأسعار رخيصة لقاء الحصول على الأموال.. و الرّبح و غيرها

و الغريب في الموضوع.. أنّنا نسمع للكاذبين و المنافقين و نستمتع بأغانيهم.. و نترك الصادقين من أمثال الدّعاة و المشايخ و علماء الدّين



النقطة الثانية : عموما قد يقول سامع أو سامعة الأغاني.. أنّه في نهاية المطاف.. لا يهتمّون للأشخاص الذين يغنّون..

بل ما يهمّهم هو الترويح عن أنفسهم و الاستمتاع بالأغنية فقط.. و لكن من قال لهم أنّ هذا الكلام دقيق ؟



النقطة الثالثة : فقد أثبتت الدراسات الغربيّة أنّ الأغاني لها ضرر بالغ على نفسيّة الانسان و على حاسّة السّمع لديه..

و تتلف الكثير من الخلايا العصبيّة لدى من يسمعها.. عكس السماع للقران الكريم.. الذي أثبتت الدراسات..

أنّه يقوّي مناعة جسم الانسان.. و يبعث الطمأنينة في القلوب..

و الله تعالى يقول بعد بسم الله الرحمن : ألا بذكر الله تطمئن القلوب



النقطة الرابعة : مع هذا.. قد يقول قائل لـمن هو متعلّق بالأغاني و يحبّها و العياذ بالله..

أنّ السّماع للأغاني له ضرر على الصحّة و النفس..

لكن قد تكون بـطريقة بطيئة و غير مباشرة.. عدا أنّه ليس الوحيد من يستمع للأغاني..

و أنّه حاليّا يسمع للأغاني وماشي حاله.. و لا يشعر بتغييرات سيّئة

طيّب.. أنا معه.. و لـننسى قصّة ضرر الأغاني على الصحّة.. أو لـنعتبر أنّ سامع الأغاني يعلم أنّ لها ضرر..

لكنّه مثل الشخص الذي يشرب السجائر.. يعلم ضررها و لا يريد ايقافها..

لكن ألا تعلم أخي سامع الأغاني.. أنّك ايضا تخدع نفسك ؟

تقول لي كيف ؟

الكيفيّة هي أنّ الأغاني تعتمد على الخيال.. حيث أنّنا عندما نسمع الأغنية.. يبدأ خيالنا في العمل..

نتخيّل أنّني مع حبيبتي أو أنّها مع حبيبها.. و تبدأ علامات الحسرة تظهر على سامع الأغاني.. أو أنّه يسمع الأغنية..

و أثناء سماعها و عدا الخيال.. يتمنّى أن يتحقّق الأمر الفلانيّ أو ما شابه

يعني الموضوع كلّه عبارة عن خيال و أماني و أحلام.. بالتالي الأغاني كلّها أحلام في أحلام و خيال في خيال

مثل اخر.. تخيّل نفسك قرب النافذة في اللّيل و تسمع صوت غناء صراصير اللّيل..

تروح واضع سمّاعات الأغاني.. و تستمع للأغنية الفلانيّة و تسمتع بها.. و قصص و حكايات

طيّب .. انتهت الأغنية .. و عدت لـسماع صوت صراصير اللّيل مجدّدا.. ما الذي تغيّر ؟

بالتالي عدت للحقيقة الواقعة أنّك في اللّيل و أنّ الصراصير تغنّي.. ان قلت لا أو قلت نعم.. تبقى هذه هي الحقيقة

و أنّ السّماع للأغنية كان فقط عبارة عن فترة وقتيّة لا تمتدّ لأكثر من 5 دقائق.. ثمّ تنتهي



النقطة الخامسة : مع هذا.. يمكن يقول لك سامع الأغاني أو سامعة الأغاني.. أنّه يا سيدي..

أنا موافق على أن أكون أخدع نفسي و أنا راضي بـذلك.. عدا أنّني أستمتع في الخيال و الأحلام و أحبّ أن أعيش حياة ورديّة لـفترة..

حتّى لو كانت في الخيال.. فهي تبقى أفضل من الواقع المرير !!.. و العياذ بالله

اوك.. أنا معك أخي سامع الأغاني أو معكي.. و انتم في نهاية المطاف أحرار.. لكنّكم قد تقعون في الكفر و العياذ بالله



النقطة السادسة : قد يقفز البعض سريعا.. و يقول لك : وصلت لكم الجرأة و العصبيّة أن تتهمّوا من يسمع الأغاني بـالكفر ؟

الجواب لا.. و الله أعلم .. و لكن المنطق يقول أنّه عندما يستمع الشخص لأغنية.. يبدأ بالحسرة و التمنّي و غيرها من رفض الواقع الذي يعيشه..

و رفضه لـهذا الواقع أو التأفّف منه .. قد يجعله معترض على ما كتبه الله عزّ و جلّ له.. و يقول يا ربّي ليش أنا محروم..

ليش أنا مكتوب عليّ الحزن و العذاب.. ليش و ليش و ليش .. دليل عن رفض هذا الشخص ما قسمه الله تعالى له..

بالتالي قد يقع في الاعتراض و الكفر و العياذ بالله

و لأزيدكم في الشعر بيتا.. أروي لكم هذه القصّة

حيث أنّه لـمجرّد أنّ امام أهل السنّة و الجماعة.. الامام أحمد بن حنبل رحمه الله.. كان يتأوّه من الألم أثناء احتضاره..

قام ابنه بـتنبيهه أنّ هذا التأوّه الذي كان بـجانبه وقت احتضاره.. قد يكون تأفّف أو اعتراض على ألمه و عذابه أثناء صعود روحه

فـسكت الأمام أحمد.. و لم يعد يتأوّه من الألم.. و مات رحمه الله بـدون أن يسمع أحدهم له صوت

وهذا لـعلم الامام أحمد و المؤمنين و الله أعلم .. أنّ الله يعلم سرّنا و أخفى.. و يعلم عنّا و عن نوايانا.. أكثر ممّا نعلمه عن أنفسنا

و أنّنا قد نقصد أشياء لا نشعر بها أو نعلم أنّنا كذلك



النقطة السابعة : رغم كلّ هذا.. يمكن يقول لك سامع الأغاني.. أنّه لأ.. لن يعترض على الله عزّ و جلّ..

و لن يتحسّر و لن يفعل شيء.. و أن الأغاني غير محرّمة في نظره.. طالما أنّه لم يتمّ تأكيد ذلك

اوك.. انا مع القائل.. لكن ما رأيك أخي الكريم في قول الله عزّ و جلّ بعد بسم الله الرحمن الرحيم :

وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

الأغاني بـرأيك أخي و بـضميرك.. ألن تكون من نهي رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام ؟

عدا أنّ ابن عبّاس رضي الله عنه.. وهو من الصحابة الذين دعا لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يفقّهه الله في الدين..

و كان أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب يستشيره رغم صغر سنّه ( سنّ ابن عبّاس )

و عندما كان أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب مع الصحابة.. و يطلب منهم تفسير ايات سورة النّصر..

دعا وراء ابن عبّاس رضي الله.. و كان تفسيره للسورة.. مخالفا لـتفسيرها لدى الصحابة.. و قال فيها أنّها نزلت باقتراب نعي رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام..

و كما يقال.. مضى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه على بياض لـتفسير ابن عباس رضي الله..
لـعلمه أنّه فقيه حيث دعا رسولنا الكريم له ربّنا سبحانه و تعالى أن يفقّهه في الدين

المهمّ.. عندما سمع ابن عباس رضي الله عنه.. قول الله عز وجل بعد بسم الله الرحمن الرحيم :

ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله

قال ابن عبّاس رضي الله.. حلف ابن عبّاس رضي الله عنه أنّ المقصود من هذه الاية هي الغناء



و كثير من كلام الصحابة و العلماء.. و منهم الأمام أحمد.. تحدّثوا عن تحريم الغناء و مضاره.. و قول أحدهم أن الأغاني تميت القلب !



النقطة الثامنة و الأخيرة : تقول لي شو الحلّ ؟

و حتّى يكون كلّ شيء واضح و صريح.. نحن نعلم بـحرمانيّة الأشياء و ضررها.. لكنّنا لا نتوقّف مع الأسف

مع هذا.. ما جعلني أتوقّف عن سماع الأغاني و الحمد لله.. هو حسن التوكّل على الله عزّ و جلّ



حيث من يسمع الأغاني.. يبحث عن شيء ينقصه.. و لكن المؤمن بما قسمه الله تعالى له.. لا ينظر للأشياء التي لم يكتبها الله له

ومن هو متوكّل حقّ التوكّل على الله سبحانه.. لا يهاب شيئا و لا يتحسّر على ما هو ليس له..

و يحسن ظنّه بـربّه و بـما سـيرزقه ايّاه و بـأنّه سيكون خير الرزق..

حيث يقول تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم : و الله خير الرّازقين



هذا و صلّوا على سيّدنا محمّد..

و لا تنسوني من صالح دعائكم